مريم مطر : أول امرأة عربية تحصل على نوبل للطب
عالمة إماراتية تثير الجدل بين الأطباء ..
هل يمكن للإنسان أن يطيل في عمره ؟
امرأة يغلفها الطموح والأمل لغد خال من الأمراض الوراثية، وبجيل يتمتع ببنية قوية، اختارت حقل علم الجينات لتبحر في أعماقه باحثة في شفرات طفراته الجينية، لكبح جماح أمراضه، إنها الإماراتية الدكتورة مريم مطر مؤسسة ورئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية بدبي.
مجهودات أثمرت بدعم وتوجيهات من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الرئيس الفخري لجمعية الإمارات للأمراض الجينية.
الدكتورة مريم مطر التي المكتشفة للطفرات الجينية والخلايا الجذعية، والدور الوقائي الذي تقوم به .
هل يمكنك إطالة عمرك للوصول لـ100 عام أو أكثر؟
ربما أن الحديث حول هذا الأمر يعد مثيراً، لكنه وبحسب عالمة إماراتية في علم الجينات تقول “نعم، يمكننا الوصول لهذا العمر وأكثر”، فهي استطاعت على رغم أنها تعيش في سن الـ44 سنة إلا أن جيناتها تبدو في سن فتاة في عمر 16 سنة، بحسب قولها الذي سبب حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.
وتعتقد مريم مطر المتخصصة في علم الجينات، وهي واحدة من بين 20 عالمة مسلمة الأكثر تأثيراً في المجتمع العلمي الدولي”، أنه بإمكان الإنسان أن يعيش فترة أطول”، وهذا الأمر استطاعت التوصل له بعد بحث ودراسات كانت قد أجريت على مجموعة من الناس، وكانت النتائج مذهلة حول هذا الأمر.
وفي حديثها الذي شغل منصات التواصل قالت، “على رغم دخولي سن الـ44 سنة إلا أنني وخلال خمس سنوات استطعت العودة للوراء لـ26 سنة، أنا أمتلك خلايا في عمر الـ16 أي أنني سأعيش حتى سن 129 سنة، وهو عمر شخص آخر في الستين من عمره”.
تقول العالمة الإماراتية الحائزة على جائزة المرأة العربية الرائدة في المجال الصحي 2019، إنه يمكن للإنسان “إعادة برمجة جيناته”، من خلال علم “فوق الجينات”، وهو بحسب قولها علم جديد في الطب لا يتجاوز عمره أكثر من 50 سنة، لكنه بدأ التعمق فيه بشكل أكبر خلال العقدين الماضيين، وهو يدرس علاقة العوامل البيئية بالبصمة الوراثية (الحمض النووي).
تفصيلا حول هذا الأمر تتحدث الدكتورة بأن الإنسان خلق بمفاتيح وهي (الكروموزوم – Chromosome) الـ46 في جسم الإنسان، ففي نهاية كل كروموزوم جزء يسمى تيلومير (Telomere)، وهي أداة أشبه ما تكون بنهاية رباط الحذاء النحاسية مهمتها الحفاظ على الكروموزوم ، وتصفها مطر بأنها مفاتيح إن استطعنا التحكم بها والحفاظ عليها لفترة أطول يمكننا العيش لفترة أطول أيضاً. وتضيف “التيلومير هي منطقة تتكون من تسلسل نووي متكرر يوجد في نهاية الكروموزومات ويعبر عن عمر الخلايا”.
لكنه في حال انقسام الخلية يقصر (التيلومير) حتى يختفي تماماً حينها تموت الخلية ويموت الإنسان.
والكروموزوم تعرف بأنها حزمة منظمة البناء والتركيب يتكون معظمها من حمض نووي يوجد في الكائنات الحية وهي تقع في نواة الخلية.
4 عوامل تطيل من عمرك
لكن كيف يحدث هذا ؟
كيف يمكنك أن تطيل البقاء وتعمر في الأرض؟
يبدو أنك لست بحاجة لإجراء عمليات جراحية لإجراء التعديل وإطالة عمر الجينات في جسدك.
تقول الدكتورة مريم مطر هناك ما يسمى برمجة الجينات من خلال “نمط الحياة الصحي”، فهو مؤثر في عمر الخلية ويمكننا أن نطيل من عمر الخلية (التيلومير) من خلال 4 عوامل مهمة هي، النوم، التأمل، التغذية، الرياضة.
وهذه العوامل الأربعة هي ما ستسهم في أن تجعل الإنسان معمراً في الأرض، وتدعم بحسب قولها دراستين أجريتا في جامعتين بألمانيا للوصول لنتائج حول كيفية إطالة عمر الجينات حين طلبوا من 3 مجموعات الخضوع للدراسة.
فريق طُلب منه النوم قبل 11 مساء والفريق الثاني كان يخضع للتأمل، والفريق الثالث كان يجري تمارين رياضية.
وخلصت الدراسة بحسب الدكتورة مريم مطر إلى “أن الفريق الذي كان ينام قبل 11 مساء استطاع أن يطيل من عمر الخلية (التيلومير) 15-20 في المئة. أما بالنسبة للعينات الأخرى فكانت النتائج بشكل إجمالي مقاربة لهذه النتيجة.
من بين العوامل الأربعة تؤكد العالمة الإماراتية أن النوم له تأثير أكبر من بينها، وتقول “العلم أثبت أن أكثر العوامل البيئية التي تؤثر في الكروموزومات وتسبب أمراض السرطان والضغط والسكر هو اضطراب النوم”.
وتزف الدكتورة التي تعمل في جمعية الإمارات للأمراض الجينية، بشرى للحالمين في عمر أطول بأن “العلم تطور كثيراً والقادم يبشر بالخير للبشرية” من خلال تخصصها الدقيق.
جدل بين الأطباء
وفور انتشار مقطع الفيديو الذي تحدثت من خلاله الدكتورة الإماراتية حتى بدأت حالة من الجدل بين الأطباء بين مؤيد ومعارض لحديثها وكتب عبدالرحمن وهو بحسب ما يعرف به نفسه يحمل الدكتوراه في علم الجينات وقال” لا شك هذا الكلام غير صحيح لا علميا ولا عقليا، مفهوم المتغيرات فوق الجينات epigenetic صحيح أنه يلعب دور في عمل الجينات لكن ليس بالشكل المطروح في الفيديو”. وأضاف ” الخلايا نوعان خلايا جسدية somatic و جذعية وعمر الخلايا يعتمد على أشياء كثيرة و ليس أحدهم المتغيرات فوق الجينات ”
فيما وصف طبيب آخر د. بهاء حديثها “بالمؤذي للعلم والعلماء” وكتب قائلا ” هناك مبالغات في حديثها”.
يذكر أن الدكتورة مريم مطر تعمل بجانب أكثر من 27 عالماً من جنسيات مختلفة في جمعية الإمارات للأمراض الجينية التي تأسست عام 2004 برئاسة الشيخ نهيان بن مبارك، وهي جمعية (غير ربحية) مهمتها إجراء الفحوصات الميدانية والكشف عن الناس الأكثر عرضة للأمراض الوراثية التي يمكن الوقاية منها.
دخلت الدكتورة الامارتية مريم مطر لائحة اكثر 20 امرأة تأثيراً في حقل العلوم في العالم الاسلامي، وذلك بعد الإنجازات الضخمة التي حققتها في حقل العلوم، والأبحاث المثمرة التي أجرتها حول مرض التلاسيميا الذي يصيب إماراتي من بين 12 مواطناً.
وتبلغ الدكتورة مريم مطر من العمر 38 سنة و تعد من أهم مؤسسي جمعية الأمراض المتوارثة جينياً في الإمارات والتي تترأسها، فقد تمكنت من خلالها من القيام بنشر التوعية ضد مخاطر الأمراض الجينية وعلى وجه التحديد مرض التلاسيميا الذي يشكل خطراً على المواطن إذا لم يتم الإشراف عليه بمسؤولية.
ويعد هذا اللقب خطوة جديدة في سلسلة انجازاتها ، فقد حلت الدكتورة مريم مطر في المرتبة 83 كأقوى إمرأة في العالم العربي لعام 2012 وفقاً لمجلة أرابيان بيزنس، بالإضافة إلى ترأسها لجنة أبحاث متلازمة داون وتوليها منصب مدير عام هيئة تنمية المجتمع في حكومة دبي.
وحول آخر اكتشافات الجين البشري تقول الدكتورة مطر :
حدود أبحاثنا في كل شيء جديد مبدئياً ، وتتم المقارنة المعيارية فيه لأي بحث موجود بدول الخليج، مما يثريه ويمنحه كثيراً من المصداقية، المجلس العلمي في جمعية الإمارات للأمراض الجينية هو من يعتمد الأبحاث والمعايير وبروتوكولها، يتكون من الدكتور عبدالله سامي الجراوي من جامعة الملك عبدالله، الدكتور عادل شودري من جامعة الملك فيصل، والبروفيسور هاتوري من اليابان، والبروفيسور بول من المملكة المتحدة، إضافة إلى زملائنا المختصين في الدولة، فعندما نبدأ أي بحث نضمن أن يكون قيمة إضافية للجانب العلمي في الخليج، وعندما نتكلم عن الأمراض الوراثية في دولة الإمارات، فكان أول مشروع حملة «إماراتنا خالية من الثلاسيميا»
وكنا نعتقد حينها أنه الأكثر انتشاراً، وبفحص العينات لاحظنا أمراضاً أخرى واضحة لأهل الاختصاص، تكشف عن أمراض وراثية أخرى، وصل عددها إلى 9 أمراض، هي مرض الثلاسيما ـ ألفا وبيتا ثلاسيميا، أنيميا البحر المتوسط، وأنيميا المنجلية، نقص إنزيم G6PD (ما يسمى بأنيميا الفول) وهو نوع من تكسر الكريات الحمراء من أكل البقوليات بما فيها الفول والعدس والبازلاء، أو مواد معينة تهيج الكرات الحمراء وتجعلها تتكسر، ارتفاع الكوليسترول الوراثي، السكري، مرض الأنبوب العصبي (الصلب المشقوق)، سرطان الثدي.
ولا نستغرب من تلك النتائج فهي دراسة أخذت عيناتها من 14282 إماراتياً من عمر 18 إلى 28 سنة وتعد شريحة كبيرة إحصائياً، ونتائجها مقبول تعميمها على تعداد سكان الإمارات.