القرار
تحتفي الإمارات في مارس (آذار) من كل عام، بشهر القراءة تحت شعار “الإمارات تقرأ”، الذي يعتبر واحداً من أبرز الفعاليات التي أطلقتها الدولة لتحقيق مجموعة من الأهداف السامية التي تسعى في المقدمة إلى ترسيخ ثقافة القراءة، وإعداد جيل مثقف واع، الأمر الذي من شأنه الارتقاء بمكانة المجتمع الإماراتي وتحقيق التنمية المستدامة.
ثقافة القراءة
وقال مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة عبد الله ماجد آل علي: “يأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بشهر القراءة، في إطار الجهود التي تبذلها الدولة من أجل تأصيل ثقافة القراءة بين فئات المجتمع، وتحفيزهم لتحويلها إلى ممارسة يومية، لأنها الأساس في ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة على طريق بناء الإنسان الواعي القادر على استكمال مسيرة التطور والتقدم وبناء اقتصاد قائم على المعرفة ومجتمع يحرص على التنمية المستدامة”.
وأضاف “ما يزيد شهر القراءة أهمية في الأرشيف والمكتبة الوطنية هذا العام، أنه جاء بعد صدور القانون الاتحادي رقم 13 لعام 2021 الذي يقضي بضم المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني تحت مظلة واحدة، فالمكتبة الوطنية ثروة ثقافية فريدة من أوعية المعلومات الورقية والإلكترونية، وهي واحة للقراءة، وجاء شهر القراءة متزامناً مع مرحلة حافلة بالتخطيط لإنشائها لتكون منارة حضارية وثقافية للدولة، ومرجعاً وطنياً، ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث الإمارات، ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار كبرى المكتبات العالمية الحاضنة للتراث الإنساني، وذلك حسب توجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وأشار إلى أن الروابط الوثيقة بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والقراءة ليست وليدة اليوم، وإنما هي موجودة منذ التأسيس حيث كانت ولادة مكتبة الإمارات مواكبة لنشأته، ومنذ تأسيسه أصدر الكتب المتخصصة التي تحمل المعلومة التاريخية الموثقة عن الإمارات ومنطقة الخليج، وكما هو معروف فالكتاب أقدم وأقوى مصادر الثقافة، وهو الوعاء الثقافي الأكثر بقاء، والنافذة التي يكتسب منها أكبر عدد من القراء المعلومات والمعارف.
فعاليات ونشاطات
وأكد أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يستقبل شهر القراءة ببرنامج ثري بالفعاليات الثقافية والنشاطات التي تهم جميع شرائح المجتمع، والتي سيتم تقديمها افتراضياً حرصاً على تطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بالتدابير الوقائية من الجائحة.
وأطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية برنامجه في شهر القراءة الذي يأتي هذا العام تحت شعار “الإمارات تقرأ”، الذي يتضمن عدداً كبيراً من الفعاليات الثقافية التي توعي بأهمية القراءة في بناء الإنسان والمؤسسة والمجتمع، وتغطي هذه الفعاليات معظم أيام شهر مارس (آذار)، ويأتي هذا الاهتمام بشهر القراءة انسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي القراءة اهتماماً كبيراً إيماناً منها بأهمية تأصيل ثقافة القراءة الكفيلة باستدامة تقدم الإمارات وتطورها وازدهارها.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية صمما برنامجاً مكثفاً من المحاضرات والفعاليات الثقافية شبه اليومية للجمهور الداخلي والخارجي، وسيبدأ برنامج شهر القراءة بمحاضرة عنوانها “شهر القراءة مسؤولية مجتمعية ومبادرة وطنية” تعرف بمكتبة الإمارات وبالفعاليات التي سيشهدها هذا الشهر ومحاضرة بعنوان “العلاج بالقراءة”.
وتتوالى الفعاليات في باقي أيام الشهر، بمحاضرة “قراءة في كتاب المعتقدات الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة” ومحاضرة “مفهوم الضّبط البيبليوغرافي العالمي وأدواته” ومحاضرة “القراءة في الإمارات أسلوب حياة” وستعرّف مكتبة الإمارات في الأرشيف والمكتبة الوطني بمشروع “الكتب العربية النادرة على الخط المباشر، وكيفية إتاحتها للباحثين” و”قراءة في كتاب ذاكرتهم تاريخنا” ومحاضرة في “دور القراءة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع”، ومحاضرة عن “المركز الإماراتي للترقيم المعياري للدوريات”، وتتحدث الكاتبة نجاة الفارس عن تجربتها مع القراءة، ويسلط الضوء على الكتاب الإلكتروني، و”تأثير وسائل التواصل الحديثة على عادات القراءة: شرح في تطبيق القراءات الجيدة”، و”أنواع القراءة”، و”مفهوم الضبط الاستنادي وأهميته في استرجاع المعلومات”، و”القراءة حياة”، و”دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في تعزيز ثقافة القراءة في قطاع التعليم”، و”المعرفة مسؤولية مجتمعية”، وورشة في “استخدام الفهرس الإلكتروني”، و”أهمية الفهارس الموحدة وبوابات الذاكرة في بناء النظام الوطني للمعلومات”، وستخصص مكتبة الإمارات أياما مفتوحة للتعريف بمرافقها.
وطن يقرأ
وعلى صعيد آخر فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية وضمن مشروعه التعليمي “وطن يقرأ” سيقدم مجموعة من الفعاليات والأنشطة القرائية الوطنية التعليمية للطلبة؛ كالورش القرائية والفنية الوطنية، والمحاضرات الوطنية، ولعبة المسيرة، وجولات افتراضية، ومن أهم المحاضرات “مشروع لجيل واعد”، و”الانتماء والولاء والهوية قيم وطنية عليا” و”الأفرو الإماراتي”.
وستتخلل الفعاليات صور تاريخية عن اهتمام الإمارات بالتعليم والقراءة، ونشرات تثقيفية عامة عن شهر القراءة واهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بها والجدير بالذكر أن جميع محاضرات وفعاليات الأرشيف والمكتبة الوطنية في شهر القراءة سيقدمها خبراء ومختصون وباحثون وكتاب وهذا ما يمثل إضافة مهمة لكل من يتابع هذه الفعاليات.
حب القراءة
واختارت وزارة الثقافة والشباب شعار “الامارات تقرأ ” لشهر القراءة هذا العام، لدعم وتعزيز دور أولياء الأمور في غرس حب القراءة لدى الأبناء، وإبراز أهميتها ودورها الكبير في تنمية الطفولة المبكرة، وترسيخها ثقافة وعادة مجتمعية دائمة بين أفراد المجتمع، وتعزيز دورها محركاً ومؤشراً رئيسياً للتماسك والترابط الأسري، والتركيز عليها لغرض المتعة والاستكشاف والإلهام لدى الأطفال في مجتمع دولة الإمارات.
وتتنوع الفعاليات خلال شهر القراءة 2022 بمشاركة المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة أو المؤسسات التعليمية والثقافية من خلال إطلاق مبادراتها القرائية عام 2022 وبرامجها التي تسهم في بناء مجتمع قارئ متسلح بالعلم والمعرفة قادر على قيادة مسيرة التنمية في الدولة وتشجيع عادات القراءة المبكرة الإيجابية.
انستغرام
https://instagram.com/alqarar_iq
الموقع الالكتروني
تلكرام