الرئيسية / اخبار فنية / تراث العراق العظيم والصوت الذي لا يموت ناظم الغزالي.. تحية لروحك!

تراث العراق العظيم والصوت الذي لا يموت ناظم الغزالي.. تحية لروحك!

القرار

في مثل هذا اليوم منذ 59 عاماً رحل عن عالمنا سفير الأغنية العراقية الفنان الكبير ناظم الغزالي الذي سطع نجمه عربياً واستطاع الوصول لدرجات عالية من الشهرة وحصد محبة الجماهير العربية كافة، وما زالت هذه الشهرة ممتدة حتى يومنا هذا.

كان صوت الغزالي مقتدر ومن الأصوات النادرة التي لا تتكرر، فهو من فصيلة “السوبرانو”. وصوته “يعتبر من الأصوات الرجولية الحادة (التينور) وهو الصوت الرجالي الأول في التصنيفات الغربية” حسب ما قال عنه الناقد الموسيقي عادل الهاشمي في كتابه “الأصوات العراقية”.
أمَّا مجاله الصوتي فيراوح بين أوكتاف ونصف إلى أوكتافين.
وتنحصر حلاوة الأماكن في صوته بين النصف الأول والثاني من الأوكتافين. بهذا الشكل تكون مساحة صوته تزيد على 14 درجة في السلم الموسيقي. ومع انفتاح حنجرته، كانت قدرته غير عادية على إجادة الموال وتوصيل النوتات بوضوح، بجوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها، وساعده في ذلك معرفته وتعمقه في المقامات العراقية وأصولها، فضلا عن انفتاح حنجرته وصفائها.
ولد الفنان ناظم الغزالي في بغداد عام 1921، وكان يتيم الأب ووالدته ضريرة، فعاش في أسرة فقيرة، واستطاع أن يتابع دراسته المتوسطة في مدرسة المأمونية في بغداد. وبعد وفاة والدته تردد طويلاً حتى التحق ب‍معهد الفنون الجميلة قسم المسرح، ليحتضنه فنان العراق الكبير حقي الشبلي، حين رأى فيه ممثلاً واعداً يمتلك القدرة على أن يكون نجماً مسرحياً، لكن الظروف المادية القاسية نجحت في إبعاده عن المعهد، واضطرَّ لتركه والتوجُّه إلى العمل في معمل للطحين.
عاد ناظم الغزالي إلى معهد الفنون الجميلة لإكمال دراسته، ليأخذ حقي الشبلي بيده ثانية ويضمه إلى فرقة “الزبانية” ويشركه في مسرحية “مجنون ليلى” لأمير الشعراء أحمد شوقي عام 1942، ولُحِّن له فيها أول أغنية شدا بها صوته وسمعها جمهور عريض، أغنية “هلا هلا” التي دخل بها إلى الإذاعة، وحوّل على إثرها ناظم اتجاهه، تاركاً التمثيل المسرحي ليتفرغ للغناء. وفي عام 1948 انضمَّ إلى فرقة الموشحات إلى جانب العديد من المغنيين والمغنيات، واشتهر بإجادته للمواويل وبصوته القوي وصفاء حنجرته.
كان الغزالي عام 1952 ينشر مقالات في مجلة النديم تحت عنوان “أشهر المغنيين العرب”، كما كتب مذكراته وصنف طبقة العازفين وشرح أصول الديالوج الغنائي.
وفي الخمسينيات وبجهد شخصي بحت، انطلق برحلاته إلى الوطن العربي، فبدأ صوته ينتشر كثيرا. كما ظهر في السينما بفيلم “يا سلام على الحب” مع المطربة اللبنانية نجاح سلام.
تزوَّج ناظم الغزالي في عام 1958 من المطربة العراقية سليمة مراد، وذلك رغم فارق العمر بينهما، وقاما معًا بإحياء حفل غنائي بعد زواجهما من خلال دعوة تنقَّلا فيها في العديد من العواصم وقتها مثل باريس ولندن وبيروت وغيرها.
ويضم تراث ناظم الغزالي كثيرا من الأغاني الشهيرة، من بينها “طالعة من بيت أبوها” و”أحبك” و”ماريده الغلوبي” و”فوق النخل” و”يا أم العيون السود” و”مروا على الحلوين” و”بالحاجب ادعي بخير” و”عيرتني بالشيب” و”وقل للمليحة في الخمار الأسود” و”سمراء من قوم عيسى” و”أي شيء في العيد” و”أقول وقد ناحت بقربي حمامة” وغيرها الكثير.
توفي ناظم الغزالي يوم 21 أكتوبر 1963 عن عمر 42 عاماً وتوقفت محطة إذاعة بغداد عن بثها الاعتيادي لتذيع نبأ رحيل المطرب العراقي ناظم الغزالي في سابقة هي الأولى من نوعها، بعدما كانت لا تقطع برامجها إلا في الانقلابات العسكرية. وبذلك انتهت مرحلة ذهبية من تاريخ الغناء العراقي، كان يمثلها الغزالي بصوته المغرد وبثقافته وتمرده على أساليب المقام المعروفة.

عن Tabarak Safwan

شاهد أيضاً

ما قصة الصابونة التي أهداها لبناني لمحافظ النجف؟

تحظى منتجات “خان الصابون” في مدينة طرابلس بشهرة عالمية تعود لمئات السنين، وأشهرها الصابون المصنوع …