القرار
طالب الكاتب الإسرائيلي دانيال فريدمان تل أبيب بالعمل على تحسين وضع سكان غزة لتخفيف الضغوط الدولية المتزايدة.
وقال فريدمان في مقال بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، تحت عنوان “رصيد إسرائيل الدولي ينفد والحل يكمن في وضع سكان غزة”، إن الأجواء السياسية في إسرائيل تزداد قتامة بشكل تدريجي، معتبراً أن أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أعطت إسرائيل حرية تصرف في قطاع غزة لفترة طويلة.
وأوضح أنه خلال الفترة الماضية، كانت صور الرجال والنساء والأطفال في غزة صعبة، فضلاً عن ارتفاع كبير في عدد الضحايا والمعاناة الهائلة لسكان القطاع، ويرافق ذلك ترويج لتلك الأحداث من حركة “حماس” الفلسطينية ومن يؤيدها في العالم العربي.
وقال الكاتب: “هناك حرب كبيرة تجري في السودان، ولكن غزة تتصدر الأخبار طوال اليوم، كما أن نتائج الحرب الأهلية في سوريا كانت أسوأ بكثير من نتائج حرب غزة، إلا أن العالم تجنب اتخاذ أي خطوات حقيقية في هذا الشأن، لأن الموقف تجاه إسرائيل مختلف”، على حد تعبيره.
نتانياهو يفقد التعاطف
ورأى أن الولايات المتحدة أيضاً بدأت تتحرك، قائلاً إن الرئيس جو بايدن انتقل من مرحلة الحديث إلى العمل، ولن تقتصر خطواته على العقوبات الاقتصادية ضد عدد من اليمينيين، موضحاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه فقد درجة التعاطف التي كان يتمتع بها عالمياً في الماضي، وأي رد فعل ضده أو ضد حكومته اليمينية، سيكون رد فعل ضد إسرائيل ككل.
وأشار فريدمان، إلى أن هناك إجراءات ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بلاهاي. وهناك محكمة أخرى في هولندا حظرت شحن قطع غيار الطائرات إلى إسرائيل، وعلى الرغم من أن هذا الأمر ليس كارثة، ولكنه مثير للقلق لأن هناك أصواتاً تنضم إلى هذا الاتجاه. ولفت فريدمان إلى أن وكالة موديز خفضت التصنيف الائتماني لإسرائيل، ولذلك فإن الأمر كان له تكلفة اقتصادية كبيرة.
مناطق أمنية
وقال الكاتب، إن كل ما سبق يثير السؤال حول كيفية التصرف مع سكان قطاع غزة، مستطرداً: “أوضحت منذ وقت ليس ببعيد على صفحات هذه الصحيفة أن على إسرائيل أن تعتني بالمساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة، ولا يجوز تسليمها إلى حماس والسماح لها بإهدارها”، لافتاً إلى أن سياسة إسرائيل تجاه السكان المدنيين في غزة كانت بسيطة، وهي تجنب إيذاءهم، وتشجيع انتقالهم إلى مناطق آمنة.
أما في المرحلة التالية من القتال في قطاع غزة، فقد استنفدت فيها إسرائيل فكرة الإجلاء، مما يفرض مسؤولية عليها، مؤكداً أن المصلحة الإسرائيلية الواضحة هنا تكمن في وقف المزيد من التدهور لأحوال السكان المدنيين.
ورأى الكاتب أنه لتحقيق هذه الغاية، يتعين على إسرائيل أن تعتني بالمناطق الأمنية داخل قطاع غزة، والتي يمكن لسكان رفح الانتقال إليها، ويتم ضمان الإمدادات الغذائية والرعاية الطبية، وضمان الإقامة، على الأقل في خيم مناسبة، وفي الوقت نفسه، يجب على إسرائيل أن تعلن أنها مستعدة لتسليم رعاية السكان المدنيين في هذه المناطق الأمنية إلى أي هيئة تابعة للأمم المتحدة أو السكان المحليين أو الدول العربية، بشرط ألا تشارك هذه الهيئة في العنف ولا تشجع عليه.
وفي انتظار إنشاء وتنظيم مثل هذه الهيئة، ليس أمام إسرائيل خيار سوى الاهتمام بنفسها بالمدنيين بنفسها ومساعدتهم، مؤكداً أن ذلك يصب في مصلحتها لكسب تعاطف الجمهور في غزة، وهو ما يسرع نهاية حكم حماس.
مخاطر الخطوة
ومع ذلك، استعرض مخاطر خطوة كهذه، وقال: “هناك مخاطر في هذه الخطوة، حيث ستحاول حماس استخدام العنف ضد أي حكومة ليست حكومتها، وسوف ما يستوجب معالجة، وهو أمر مكلف أيضاً، ولكن سيكون من الممكن على الأقل الحصول على تبرعات لتمويل مثل هذا المشروع، مما يسهل التعامل مع الضغوط الخارجية المتزايدة”.