القرار
وصف سائقو الشاحنات، الذين يقومون بتسليم المساعدات إلى غزة، هجوم المستوطين الإسرائيليين على المساعدات بأنه “همجي”، بعد أن قام المستوطنون بإغلاق سياراتهم وتخريبها، ما منع وصول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع، الذي يواجه فيه الكثير من السكان مجاعة وشيكة.
وقال السائقون والمقاولون، الذين تم استهدافهم عند حاجز ترقوميا بالضفة الغربية المحتلة، إن الجنود الإسرائيليين الذين يرافقون القافلة لم يفعلوا شيئا لوقف الهجوم.
وأثار الحادث إدانة دولية بعد ظهور مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر على ما يبدو مستوطنين إسرائيليين وهم يلقون صناديق من الإمدادات، التي تشتد الحاجة إليها على الأرض، ويتم إشعال النار في مركبة واحدة على الأقل.
هجوم مفاجئ
وقال السائق يزيد الزعبي لصحيفة “الغارديان” البريطانية إن ما بين 50 و60 شاحنة انطلقت في القافلة.
وأضاف “كنا نحمل الزيت والسكر وأشياء أخرى ونقود السيارة من معبر ترقوميا، وخرجنا في موكب وكانت أمامنا آلية عسكرية وخلفنا آلية أخرى، وسلكنا طريقاً خاصاً للجيش، لا يستطيع المدنيون عبوره، فجأة، وبعد مرور 20 دقيقة على الطريق، بالقرب من المعبر، فوجئنا بما لا يقل عن 400 مستوطن. هاجمونا، وهربنا أنا وباقي السائقين من المركبات، بعد أن بدأ المستوطنون رشقنا بالحجارة”.
وأوضح الزعبي أن الوضع تصاعد عندما بدأ المستوطنون بتكسير الزجاج الأمامي للشاحنات، وثقب إطاراتها، ثم صعدوا إلى المركبات، وألقوا عبوات الطعام على الطريق.
ووصفت وكالات الإغاثة ظروف المجاعة في أجزاء من غزة بأنها ناجمة عن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية. ويقول المسؤولون الإنسانيون إن سكان غزة يحتاجون إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة محملة يومياً بالأغذية والوقود، وغيرها من الضروريات، لكنهم تلقوا جزءا صغيرا من هذه الكمية.
وقال الزعبي إنه خلال هجوم يوم الإثنين الماضي، توقف الجنود الإسرائيليون الذين كانوا يرافقون القافلة، وشاهدوا هياج المستوطنين.
وأضاف “نشعر بالصدمة والدهشة لأن الجيش لم يقدم لنا أي نوع من الحماية، على الرغم من أنهم كانوا حاضرين ويشاهدون ما يحدث. وكأن الجيش في خدمة المستوطنين”.
خسارة كارثية
فيما قال هيثم أبو خيرو، الذي كان ضمن قافلة المساعدات، وصاحب إحدى الشاحنات التي تعرضت للتخريب، إنه خسر ما يقرب من 250 ألف شيكل إسرائيلي “53700 جنيه إسترليني” في الهجوم، الذي جاء بعد عدة رحلات خالية من المتاعب لنقل المساعدات لغزة عبر الضفة الغربية وإسرائيل من الحدود الأردنية.
وأضاف “تمكنت من الفرار ولكن ما حدث خطير. ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تعاقب من يرتكب مثل هذا العمل بأشد العقوبات. لأنه سيؤثر على اقتصاد البلاد في المستقبل، حيث سيترك العديد من سائقي الشاحنات وظائفهم لسلامتهم”.
ودفعت أعمال العنف عشرات السائقين الفلسطينيين إلى رفض نقل الإمدادات إلى غزة. وقال عادل عامر، عضو نقابة عمال النقل ومقرها الضفة الغربية، إن نحو 15 شاحنة تضررت في الهجوم وإن إجمالي الأضرار بلغ نحو 1.6 مليون جنيه استرليني.
وأثار هجوم يوم الاثنين إدانة شديدة من حلفاء إسرائيل. ووصف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الحادث بأنه “غضب كامل”، في حين وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الأمر بأنه “مريع”.