الرئيسية / الرئيسية / عندما يهتف قوم لوط في الملاعب فان الرد العراقي يأتي من التاريخ! ضياء ابو معارج الدراجي

عندما يهتف قوم لوط في الملاعب فان الرد العراقي يأتي من التاريخ! ضياء ابو معارج الدراجي

عندما يهتف قوم لوط في الملاعب فان الرد العراقي يأتي من التاريخ!

ضياء ابو معارج الدراجي

في مشهدٍ يليقُ بأسوأ أنواع الانحطاط، وقف شرذمة من قوم لوط يهتفون في مدرجات ملعبٍ أردني خلال مباراة العراق وفلسطين، مرددين عبارة “يا عراقي يا كواد، يالله روح ع بغداد”. هؤلاء، الذين أكلوا من “سُفرتنا” وشربوا من “مائنا” وادّعوا الأخوّة يومًا، كشفوا عن وجههم الحقيقي حين ظنّوا أن لحظة الصراخ الجماعي تحميهم من الحساب.
ولكن، قبل أن نسأل عن “الرد العراقي”، علينا أن نتذكر من هو “العراقي” الذي شملته الإهانة!

العراقي … الامتداد التاريخي، لا الطارئ على الجغرافيا!،العراقي ليس مجرد اسم دولة على خارطة، بل هو امتداد حضاراتٍ حكمت المنطقة قبل أن تعرف بعض الدول كيف تبني كوخًا من طين! العراقي هو ابن سومر وأكد وبابل وأشور، ابن المآذن والكنائس والمعابد، ابن السيف والقلم، ابن الحروب التي هزّت الأرض، والانتصارات التي كتبت التاريخ!

هذا العراقي ليس طائفةً، ولا مذهبًا، ولا حزبًا سياسيًا، بل هو هوية صنعت الشرق، فلم يسأل يومًا عن دين أو عرق حين صنع الحضارات، لكنه اليوم يُستهدف من مجموعة لم تقدّم للعالم سوى الأغاني الهابطة والمزايدات الفارغة والمواقف الرخيصة.

إذا كان هؤلاء الأقزام يعتقدون أن العراقي سيقف ليبادلهم الهتاف، فهم مخطئون. العراقي لم يكن يومًا بحاجة إلى أن يصرخ في وجه الحثالة، لأن صمته وحده كفيل بأن يجعلهم يدركون حجمهم الحقيقي. العراقي لا يرد بالكلام، بل يرد بالإنجازات، بالأفعال، بالكرامة التي لم تهتز حتى تحت أسوأ الحصار والحروب والمؤامرات وداعش.

العراقي ليس بحاجة إلى أن يثبت شرفه لمن لا يعرف الشرف، ولا يحتاج إلى أن يقنع قوم لوط بمعنى الرجولة، فهم أصلاً لا يعرفون عنها سوى الاسم!

أما من يريد تبرير الإهانة … فهذه مشكلته!،أما من يحاول التذاكي والبحث عن أعذار لهذا الانحطاط، سواءً من الدونية داخل العراق أو من هواة التطبيع العاطفي، فنقول له:
لا تحاول تغطية العار بكلمات منمقة، فالعار لا يُغسل بالكلمات!
لا تبرر لمجموعة تهتف بالشتائم ضد شعبك، ثم تدّعي أنك تقاتل من أجل الكرامة!
لا تتوقع من العراقي أن يصمت حين يتعلق الأمر بكرامته، فهو لم يصمت يومًا حتى أمام أعتى الجيوش!

العراق أكبر من هتافاتهم … وأكبر من كل أقزامهم،ليست هذه أول مرة يُستهدف فيها العراق، ولن تكون الأخيرة. ولكن كما في كل مرة، يبقى العراق واقفًا، شامخًا، لا تهزه أصوات الجبناء. فليصرخوا كما يشاؤون، فصوتهم لن يصل أبعد من حناجرهم المأجورة، بينما يبقى العراق تاريخًا يُكتب، لا هتافًا يُنسى مع نهاية المباراة!

ضياء ابو معارج الدراجي

عن محرر الموقع

شاهد أيضاً

حقوق الإنسان للمرأة والمساواة بين الجنسين 16 يومًا من النشاط النضالي ضدّ العنف الجنساني المفوضية السامية لحقوق الإنسان وحقوق الإنسان للمرأة والمساواة بين الجنسين للمشاركة

إنّ مبادرة 16 يومًا من النشاط النضالي ضد العنف الجنساني هي حملة دولية تنطلق في …