جريدة القرار الدولية جريدة دولية تصدر في بغداد وتوزع في العالم العربي
مقالات مشابهة
يحدث العنف عندما يسيء شخص ما معاملة الآخرين بشكل متكرر وعن قصد دون إظهار أيّ اهتمام بسلامتهم أو قيمتهم كأفراد، حيث غالبًا ما يكون سبب استخدام العنف هو السيطرة على الآخر باستخدام القوة الجسدية أو الإساءة اللفظية، ويمكن أن يحدث العنف في أيّ علاقة أو أيّ مكان مؤديًا إلى إلحاق الأذى أو الاستغلال الجسيم للشخص المتضرر، حيث يعتبر العنف في العديد من الدول وفي جميع الحالات انتهاكًا لحقوق الإنسان.[١][٢]
طرق الوقاية على مستوى الفرد
يهدف اتباع طرق الوقاية على هذا المستوى إلى تعزيز المواقف والمعتقدات والسلوكيات الفردية التي تمنع زيادة العنف في المجتمع، وتتمثل طرق الوقاية على مستوى الفرد بما يلي:[٣]
الإبلاغ عن العنف: إذا شاهدت شخصًا يتعرض للأذى أو رأيت دليلاً على سوء المعاملة، فقم بإبلاغ قسم خدمات الحماية ضد العنف في منطقتك، وإذا كنت على علاقة شخصية بالشخص المتضرر من العنف، قم بالاستماع له بعناية وإخباره بأنه ليس مسؤولاً عما حدث، وحاول تقديم ما يحتاج من الدعم المعنوي.
تطوّع بوقتك: انخرط مع الآخرين في مجتمعك، وساعد الأطفال المعرضين للخطر وأسرهم.
اضبط أطفالك برفق وعناية: لا تقم بتأديب طفلك عندما تكون منزعجًا، حيث يفضّل في هذه الحالة أن تمنح نفسك الوقت لتهدأ قليلاً، وتذكر أن الانضباط بالشكل والوقت المناسبين هو طريقة جيدة لتعليم أطفالك وتثقيفهم وتشجيع السلوك الجيد لمساعدتهم على استعادة السيطرة على أنفسهم.
انتبه على سلوكك: العنف ليس جسديًا فقط، حيث يمكن لكل من الكلمات والأفعال أن تترك علامة عميقة ودائمة في نفوس الأشخاص الآخرين. استخدم أفعالك وأقوالك لتظهر للأطفال والبالغين الآخرين أنه يمكن تسوية النزاعات دون استخدام الضرب أو الصراخ.
ثقف نفسك والآخرين: يمكن أن يكون الدعم البسيط للأطفال والآباء والأمهات أفضل طريقة لمنع إساءة معاملة الآخرين، حيث تعد أنشطة ما بعد المدرسة ودروس تعليم الوالدين وبرامج التوجيه والرعاية المؤقتة من طرق الحفاظ على الفئات المعرضة للعنف في مأمن من الأذى، كن داعمًا لهذه الجهود في مجتمعك، وانصح الآخرين بالمشاركة في النشاطات المجتمعية القيّمة.
علّم الأطفال حقوقهم وواجباتهم: عندما يتم تعليم الأطفال بأن لهم الحق في أن يكونوا آمنين وأن يتم معاملتهم بشكل جيد، فذلك سيزيد من وعيهم بالمشكلة وثقتهم بنفسهم وتقليل شعورهم بالذنب عند التعرض للعنف، كما ستكون هنالك فرصة أكبر لأن يقوموا بالإبلاغ عن العنف حال وقوعه ضدهم أو ضدّ شخص بالغ آخر.
تعرّف على علامات العنف: الإصابات غير المبررة ليست العلامات الوحيدة للعنف، حيث يمكن أن يتسبب العنف في زيادة الخوف أو الاكتئاب أو القلق الشديد أو صعوبة الثقة بالآخرين أو تكوين صداقات، بالإضافة إلى التغيرات المفاجئة في أنماط الأكل والنوم أو سوء النظافة أو العداء، ويمكن أن تشير إحدى أو جميع هذه العلامات إلى الإهمال أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي.
استثمر في فئة الأطفال: شجّع القادة في المجتمع على أن يكونوا داعمين للأسر وللأطفال خاصة، حيث أن هذه الفئة هي أساسية في تكوين مجتمع خالٍ من العنف في المستقبل، واطلب من أصحاب العمل توفير بيئات عمل صديقة للأسرة، أو دعم التشريعات لحماية الأطفال والوالدين بشكل أفضل وتحسين حياتهم.
طرق الوقاية على مستوى المجتمعات
يتمثل المستوى المجتمعي للوقاية من العنف في البيئات التي توجد فيها العلاقات الاجتماعية مثل المدارس أو أماكن العمل، والتي تؤثر على سلوكيات الإنسان بشكل يومي، وتشمل طرق الوقاية على هذا المستوى:[٤][٥]
تعزيز الدعم الاقتصادي للأسر من خلال زيادة التأمين المالي وسياسات العمل الصديقة للأسر، وتقديم المعلومات وخدمات الإحالة للأسر التي تعيش في الأحياء ذات الدخل المنخفض.
تغيير الأعراف الاجتماعية لدعم الوالدين والأبوة والأمومة الإيجابية من خلال المشاركة الفعالة وحملات التثقيف والأساليب التشريعية للحدّ من العنف.
تقديم الرعاية والتعليم عالي الجودة في وقت مبكر من الحياة من خلال إثراء مرحلة ما قبل المدرسة؛ وذلك بمشاركة الأسرة وتحسين جودة رعاية الأطفال من خلال الترخيص والاعتماد.
تعزيز مهارات الأبوة والأمومة لضمان نمو صحي للأطفال من خلال تعليم مهارات التربية وأساليب العلاقات الأسرية.
زيادة التدخل المجتمعي في الوقت المناسب لتقليل الأضرار ومنع المخاطر المستقبلية من خلال تعزيز برامج تدريب الوالدين ومعالجتهم، بالإضافة إلى علاج الأطفال لتقليل أضرار العنف والتعرض للإهمال.
التركيز على الآباء والأمهات المراهقين، أو أولئك الموجودين ضمن برامج العلاج من تعاطي المخدرات.
تطوير مجموعات دعم الوالدين التي تساعد الآباء والأمهات على التعامل مع الضغوط اليومية ومواجهة تحديات ومسؤوليات الأبوة والأمومة.
برامج الزيارات المنزلية التي تقدم الدعم والمساعدة للأمهات الجدد في منازلهم.
الرعاية المؤقتة للأسر التي لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
طرق الوقاية على مستوى الدولة
فيما يلي بعض الطرق التي يمكن للدول اتباعها للوقاية من العنف في مجتمعاتها:[٦][٧]
زيادة إعلانات الخدمة العامة التي تشجع سلوكيات الأبوة والأمومة الإيجابية.
الدعم المادي لبرامج تعليم الوالدين ومجموعات الدعم التي تركز على تنمية الأطفال، وتحديد أدوار ومسؤوليات الأبوة والأمومة.
القيام بحملات توعية عامة توفر معلومات حول كيفية ومكان الإبلاغ عن العنف المشتبه به.
تعزيز قدرة الأسر على الوصول إلى الخدمات الحالية والموارد لدعم التفاعلات الفعّالة بين أفراد الأسرة.
زيادة الاكتفاء الذاتي للأسر، وجعل الرعاية الصحية أكثر سهولة وبأسعار معقولة.
توسيع وتحسين تنسيق الخدمات الاجتماعية، وتحسين التعرف على المشاكل النفسية وعلاجها، بالإضافة إلى السيطرة على تعاطي الكحول والمخدرات.
توفير رعاية أطفال ميسورة التكلفة.
حثّ المنظمات المحلية على زيادة الوعي حول العنف، وتثقيف الآباء والأمهات والانضباط والسلامة والتنمية.
استخدام نهج الصحة العامة للوقاية من العنف بأكثر من مجال، وذلك من خلال القادة والنماذج التي يُحتذى بها سواء أكانوا أفرادًا أو منظمات.
طرق الوقاية على مستوى المنظمات الدولية
تم إطلاق مبادرة إلهام لتطوير الحلول في عام 2016 جنبًا إلى جنب مع الشراكة العالمية؛ وذلك لإنهاء العنف خاصة ضدّ الأطفال، وهي عبارة عن مجموعة من سبع استراتيجيات قائمة على الأدلة للبلدان والمجتمعات، تم التعاون من قبل منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والشراكة العالمية للوقاية ضدّ العنف، وذلك من خلال الطرق التالية:[٨]
تشجيع القوانين التي تحدّ العنف من قبل الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية والمعلمين وغيرهم من البالغين، إلى جانب القوانين الجنائية التي يحاسب بها القانون.
إشراك الأطفال والوالدين ومقدمي الرعاية في هذه المبادرة من أجل إنشاء أجيال واعية بتأثير العنف على الآخرين.
تحديد التدخلات التي تعزز الوضع الاقتصادي للأسر، بما في ذلك التحويلات النقدية، وبرامج الادخار، والقروض الجماعية.
تقديم أمثلة على الاستشارة الفعالة، والأساليب العلاجية، والفحص المقترن بالتدخلات وبرامج العلاج للأحداث.
تقديم توصيات دولية لزيادة الالتحاق بالمدارس التمهيدية والابتدائية والثانوية، والتركيز على أهمية وجود بيئات مدرسية آمنة وتثقيفية تساعد على تمكين الأطفال.
إقرأ المزيد على بُنيان:
https://bunean.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A3%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84
