أكد وزير دولة للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ووزير التجارة والصناعة في حكومة جمهورية الهند بيوش غويال، أن الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والهند تقف على مشارف نقلة نوعية بعد إبرام الاتفاقية التاريخية للشراكة الاقتصادية الشاملة التي شهد مراسم توقيعها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي.
جاء ذلك في مقال رأي مشترك لوزير دولة للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي ووزير التجارة والصناعة في حكومة جمهورية الهندبيوش غويال.
مرحلة استثنائية

وقال الوزيري: “أُنجزت المهمة بنجاح، وبدأنا مرحلة استثنائية في العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والهند، وذلك بعد إبرام الاتفاقية التاريخية للشراكة الاقتصادية الشاملة التي شهد مراسم توقيعها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي.
و تابعا قائلين: “لو ألقينا نظرة إلى الماضي القريب في عام 2021، ثم إلى الإمام صوب عام 2022، لوجدنا أن الدولتين أمام منعطف تاريخي، إذ تحتفل الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد و”عام الخمسين” ورؤيتها الطموحة للخمسين عاماً المقبلة من النمو والازدهار. وفي الوقت نفسه تحتفي الهند بالذكرى الخامسة والسبعين لنيل استقلالها تحت شعار “آزادي كا أمريت مهوتساف” إكسير الحرية، فيما تتقدم بخطى ثابتة في مسيرتها التنموية بعيدة المدى بقوة وثبات متجددين”.
وأضافا في المقال المشترك: “هذه الاتفاقية التاريخية هي نتاج علاقات وثيقة، ففي عام 2017 اتخذت قيادتي الدولتين الصديقتين قراراً تاريخياً بالارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وأثمر هذا القرار منذ ذلك الحين علاقات ممتدة وتعاوناً ثنائياً وثيقاً ومتعدد الأوجه، انطلاقاً من رؤية مشتركة وتفاهم مستمر، بما يصب في صالح شعبي الدولتين. وتتطور هذه العلاقات المميزة لتتكيف مع تحديات العالم المعقدة وضبابيته، خصوصاً في أعقاب جائحة كورونا، حيث تمكنت الدولتان من تخطي التحديات المتعلقة بالجائحة. وينصب تركيز الدولتين حالياً على المساهمة معاً في إنعاش الاقتصاد العالمي وتعافيه من آثار الجائحة، بما يحقق التقدم والازدهار ليس لشعبيهما فحسب، بل للعالم أجمع، وذلك عبر المساهمة في إعادة رسم خريطة التجارة والاستثمارات العالمية لتسهيل تدفقها بين أرجاء العالم ولمساعدة الاقتصاد العالمي على العودة لتحقيق النمو المستدام بطريقة أكثر كفاءة”.
وقال الدكتور الزيودي وبيوش غويال: “اليوم تقف الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والهند على مشارف نقلة نوعية. إذ نبحث معاً احتمالات متعددة لتحقيق النمو والتنمية عبر التضافر في حقبة ما بعد جائحة كورونا، ومرة جديدة، لدينا رؤية مشتركة للارتقاء بشراكتنا إلى مستوى أعلى. ستؤسس تلك الرؤية المتبادلة لشراكة مستعدة للمستقبل، مع تركيز خاص على التعاون ضمن أحدث المجالات والقطاعات الناشئة، وتشمل: الاستدامة، والابتكار، والتحول الرقمي، والشركات الناشئة، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية وتنمية المهارات”.
محادثات هادفة
 
وأضافا في المقال المشترك: منذ خمسة أشهر، عقدنا اجتماعات لإطلاق محادثات هادفة إلى التوصل لاتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، بروح متبادلة من الأمل والتفاؤل بالمهمة التاريخية المطروحة أمامنا. وكان هدفنا ألا تقتصر الشراكة على خلق فرص هائلة في مجالي التجارة والاستثمارات، بل أن تسهم كذلك في تحقيق تعافٍ عالمي مستدام في مرحلة حرجة قد تكون مليئة بالتحولات. ومع مرور الأيام، وخلال جولات التفاوض كانت الرغبة المشتركة في تحقيق التقدم وإنجاز المهمة بنجاح تزداد بهدف توفير شتى أنماط المنفعة لشعبي الدولتين. وهذه الروح البناءة ألهمت مسار المحادثات بين الطرفين، لتتقدم بخطى واثقة وسريعة السرعة، ليتم التوصل إلى الاتفاقية في وقت قياسي، ويتم توقيعها إيذاناً بحقبة جديدة من الازدهار والتعاون الاستراتيجي البناء بين البلدين. وتتعدد المنافع المباشرة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند جليّة، فالتجارة البنية غير النفطية ستنمو لتصل إلى 100 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الخمسة المقبلة، كما سيستفيد المصدّرون من إزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية، فيما ستؤدي هذه الاتفاقية التاريخية إلى خلق عشرات آلاف الوظائف على مدى السنوات المقبلة، وهو ما يعني أن المواهب والكفاءات عالية التأهيل ستحظى بالمزيد من الفرص.
وقال الوزيرين: “من المتوقع أن تستفيد الشركات الهندية من تحسن الوصول إلى أسواق الإمارات التي تعد مركزاً اقتصادياً رئيسياً مهماً في قطاعات التصنيع والتكنولوجيا المتقدمة والسياحة والخدمات اللوجستية والآلات الصناعية والأجهزة المنزلية والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، فضلاً عن كونها بوابة استراتيجية إلى أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا”.
وسيجد المستوردون من الهند أيضاً سهولة غير مسبوقة في شراء منتجات أساسية مثل البترول والمعادن الثمينة والمعادن والكيماويات والخشب من الإمارات، إذ تعتبر هذه المواد من المنتجات الرئيسية التي نصدّرها إلى الهند. وبدورها، ستتمتع الشركات الصغيرة جداً والشركات الصغيرة والمتوسطة بحرية كبيرة في توسعة عملياتها عالمياً، إذ تمتلك الإمارات والهند بيئة اعمال جذابة وتنافسية للشركات الناشئة، ونحن نعيش حقبة ذهبية تبرز فيها ريادة الأعمال بشكل ملحوظ في مدن الدولتين. لذا فإن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة ستتيح للشركات إمكانية النفاذ إلى عملاء جدد وشبكات وفرص جديدة، الأمر الذي يعزز احتمالات التوسع السريع.
وسوف تتدفق جميع أشكال رأس المال، التقنية والبشرية والمالية، في كلا الاتجاهين، وسنشهد إطار عمل جديداً وأكثر كفاءة.