القرار
ضمن احتفالية اليوم العالمي للغة الأم التي أقيمت برعاية وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ونظمتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، حضر الشعر المفعم بجمال الكلمة وسحر الصورة في أمسية متميزة بمشاركة نخبة من الشعراء.
وأقيمت الأمسية مساء يوم الثلاثاء 20 فبراير (شباط) في المجمع الثقافي بأبوظبي، وأدارها الشاعر والناقد سامح كعوش.
وشارك فيها كل من الشاعرتين الإماراتيتين عضو مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات شيخة الجابري، والشاعرة ميرة القاسم، والشاعر وليد علاء الدين من مصر، حيث ألقوا خلال الأمسية مجموعة من القصائد التي نضحت بجماليات العربية ومعانيها الجزلة وأصالة معمارها اللغوي والمعجمي بشقيه الفصيح والنبطي، واختزلت جوانب مشرقة من تجاربهم الشعرية المكرّسة لما لأصحابها من حضور مؤثر في مشهد الحراك الإبداعي والشعر في الإمارات والوطن العربي.
وشاركت الأديبة شيخة الجابري بعدد من قصائدها، بلغة تمزج فيها بين الفصحى والمحكية بأسلوب شفاف يجعلها قريبة من ذائقة المتلقي، وأهدت الشاعرة قصيدة لرئيسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون هدى إبراهيم الخميس، وأوضحت الجابري أنها لا تكتب شعر المديح، ولكن جهود هدى الخميس جعلتها جديرة بهذه المحبة.
ومما أنشدت شيخة الجابري قصيدة من ضمن أحدث مجموعاتها الشعرية بعنوان “بلادي” تقول فيها:
وبلادي عبير الورد وأطراف المدى والنور
وبلادي حديث السرد وحكايات وضيَة
وبلادي طفل آسر يفزز ضحكة البلور
يتمتم للفجر آية وينبش ذاكرة حيَه
في أولها رسم زايد وغنى للوطن عصفور
وغرّد بسم دولتنا وصاغ الحب أحجية
إماراتي إمارتي نعم وبأول الطابور
عزف لحن الوفا كلمة وطير حلم وأمنية
وصار المبدع البارز وصار العالمي المشهور
وصار أجمل عباد الله خلق وطيبة وحسن نية.
وشارك الشاعر وليد علاء الدين بمجموعة من قصائده، التي عكست آماله وآلامه وما يعترك العالم من مآسي النزوح، كما أهدى قصيدة لروح الشاعر أحمد راشد ثاني الذي تمر ذكراه في ذلك اليوم، قائلاً لم أكتبها برثائه لكنها تشبهه، مستحضراً مسقط رأس راشد ثاني مدينة خورفكان الوديعة، وفيها يقول:
النوارس التي استقبلتني
وطارت من فوق نافورة المياه
لم تكن جملة شعرية؛
السماء كانت مختلفة تماماً
والشوارع نظيفة،
لم تكن الإسكندرية
لكنها كانت تشي بذلك
ربما رائحة اليود
والأفق المفتوح…
إلا أن جبالاً أنيسة
كانت تخايل في المسافة.
لم تكن مدينتي،
لكنها استقبلتني كفاتح،
أو سمحت بهذا الخيال..
وما الذي يحتاجه المرء
سوى استقبال يليق:
شارع فسيح صاعد إلى الدهشة
وحفنة من النوارس
تشبه الفرحة
وتصنع الكرنفال
لا يريد المرء معجزةً:
أن تنطق النوارسُ باسمه، مثلاً….
رغم أني سمعتها،
في خورفكان.
وأنشدت الشاعرة الإماراتية ميرة القاسم مجموعة من قصائدها تطرقت في إحداها لما تتضمنه معاني اسمها من دلالات، كما تغنت بصحراء بلادها ورمالها الرحبة، ورثت الشاعر الراحل أحمد راشد ثاني متذكرة سنوات علمهما معاً في الصرح الثقافي الجميل، حيث انعقدت الأمسية بالمجمع الثقافي في أبوظبي الذي تكتنز كل بقعة منه بذكرى قامات ثقافية مرَّت وحفرت عميقاً بالروح.
وختمت ميرة القاسم بنص لها غناه الفنان الإماراتي عبدالله بالخير ولحنه الفنان خالد الشيخ، تقول فيه:
إبْتدعني لو قدرت ولّفني حِسّ وثياب
مثلما تقرا قصيده خَلْني فِعْيونك طريق
يمكن أِنّي ماتَريّيتك على اشفاه السّراب
لكنْ اتْمنى ألِمّ الحرف من حلمي وافيق
رِف بي لين السما امتدّ في شوفك سحاب
كيف لو أنّك تخيّلت المرايا والعقيق
يا هَدَبْ وَجْدٍ يضمّ ويطلق ابدون ارتياب
واثقْ الوعد بْهَواي ولا أثنّيه بْشقيق
ما أسافر غير بك اسمك على كفّي خضاب
ينقشه فيني الظما .. وانت الظّما وانت الطليق.